أثبتت الأحداث أن التحالف الأمريكي الأنجلو صهيوني، يرى بأن وجود الكيان الصهيونى وأمنه جزء من وجوده هو وأمنه، ويرى التحالف بأن هناك تهديد مباشر، وغير مباشر، على وجود الكيان الصهيوني.
والحجة المتكررة التي نسمعها دومًا من قيادات التحالف الأمريكي الأنجلو صهيوني النازي، هي الحفاظ على أمن الكيان، لذلك جاءت فكرة ترامب (الثورية) حسب تعبير النتن ياهو، بزيادة مساحة الأرض المُحتلة، وبتهجير الفلسطينيين من غزة، لكي لا تشكّل غزة تهديدًا مباشرًا على الكيان الصهيوني، (في كل عشر سنوات)، بحسب قوله، وقبلها كان لبنان يمثل ذلك التهديد، وقبل قبله كانت سوريا.
والحقيقة إن التحالف الأمريكي الأنجلو صهيوني يؤمن وبكل تأكيد، ومن خلال قراءة أدبياتهم وتصريحات قياداتهم السياسية، بضرورة السيطرة على الدول التي تشكل تهديداً مباشراً على وجود الكيان الصهيوني وهي: مصر والسعودية وسوريا والأردن ولبنان والعراق واليمن، وبالطبع فلسطين القلب، المتمثلة في غزة والضفة والجليل.
لذا يتم قصقصة أجنحة تلك الدول، واحدة تلو الأخرى، ويتناسون إن كل تلك الدول كانت موجودة قبل وجود ذلك الكيان الغاصب، الذي صنعوه وأدخلوه قسراً في ضلوعنا، ونأتي على ذكر سريع بالتسلسل التاريخي للأحداث.
فمنذ مؤتمر بازل الصهيوني في عام ١٨٩٧، الذي أقروا فيه إقامة الكيان الصهيوني، حتى مؤتمر كامبل بنرمان في ١٩٠٥، وقرارهم بصنع كيان يهودي خالص في قلب الوطن العربي لهدفين أساسيين هما التخلص من المشكلة اليهودية في أوروبا، واستغلال خيرات الأرض.
وبعد أن وضعوا أعينهم على فلسطين، أحتلوا جزءا من أرضها وسرقوا بيوتها، في 1948، واستكملوا السرقة في 1967.
ثم كبّلوا دولة فلسطين، التي لم يعترفوا بها مطلقاً، باتفاقيات أمنية وإقتصادية مُهينة.
ثم توجهوا إلى مصر والأردن وطوّقوا قوتيهما بإتفاقيات تطبيعية مُشينة، في عامي ١٩٧٨ و ١٩٩٤.
ثم كان احتلال العراق وذبح جيشه وتدمير قوته، في ٢٠٠٣، بعد حصار طويل.
بعدها تم ضرب لبنان وتقليم أظافره، بإغتيال الحريري، في ٢٠٠٥، وترافق معه حصار سوريا لسنوات طوال من أجل إضعافها وتقسيمها، منذ ١٩٧٩ مرورًا بالحصار في ٢٠٠٤ و ٢٠١١ حتى ٢٠١٧.
ثم كانت الحرب على وحدة اليمن واغتيال علي صالح، في ٢٠١٧.
وبعدها جاءت الاتفاقيات الإبراهيمية في ٢٠٢٠، لكسر شوكة المملكة العربية السعودية.
ثم جاء تدمير غزة والضفة والإبادة الجماعية بشكلها الهمجي الصارخ، والتطهير العرقي في القدس والجليل، منذ ٢٠٢٣.
وجاء قرار تنحية الرئيس بشار قبل احتلال سوريا عسكرياً بعشر سنوات، وشكّل احتلال سوريا في ٢٠٢٥، وتدمير أسلحة الجيش العربي السوري، الضربة القاصمة، بإيجاد تسع قواعد عسكرية صهيونية دائمة على جبال سوريا وسفوحها.
هذه الدول التي تشكّل التهديد الأمني المباشر لهم، وأغلبها دول الطوق، أما الدول التي تمثّل التهديد الأمني غير المباشر للكيان، فهي بقية الدول العربية، وخاصة الجزائر وتونس وليبيا، لذلك أول ما فعلوه أن كبّلوا المغرب باتفاقية تطبيعية في ٢٠٢٠، وكلنا يعرف ماذا فعلوا من مؤامرات واغتيالات في باقي دول المغرب العربي منذ الخمسينيات وحتى الآن .
والان ماذا تبقّى ؟
هم يخططون على المدى البعيد، لمائة عام وأكثر، فمنذ ١٨٩٧ وحتى اللحظة، أي ١٢٧ عاماً ونحن نرى قضمهم للأراضي العربية واحدة تلو الأخرى، ونرى مؤامراتهم وخططهم تنجح واحدة تلو الأخرى.
والآن نسمع يوميًا اللحن الأمريكي الصهيوني الذي يكرر خطورة الجيش المصري، وقوة السلاح السعودي.
لذلك لا نستبعد أبداً التخطيط، لإعادة احتلال مصر وتدمير قوتها العسكرية، والسيطرة على مقدرات المملكة العربية السعودية وتقسيم أراضيها. فماذا سيكون عليه الوضع العربي في ٢٠٥٠ أو في ٢١٠٠؟
إن الدور قادم على الجميع، والسبحة تكرً.
فهل أعددنا العدة؟
--------------------------------
بقلم: د. أنيسة فخرو
سفيرة السلام والنوايا الحسنة
المنظمة الأوروبية للتنمية والسلام